فتيات الـ Geisha في اليابان

ليس لفتاة الـ Geisha الحرية في أن تحب، ولكنّ الفتاة من عامة الشّعب قد تحلم بأنّ تُصبح غايشا، فلرّبّما أنقذها هذا من فقرها، ولربّما قرّبها من أحد الذّوات الأغنياء إذا أحبّته. “دعوتُ أن أُصبح غايشا ذات يوم وبطريقة ما ألتقي به مجدّداً”

ويكون حظُّ الفتاةِ الفقيرة سعيداً إذا ما أُرسلت إلى المدرسة لتُصبحَ فيما بعد غاييشا، ولكن ليس قبل أن تُصبح بعهدة غاييشا مكتملة، لتُسدي لها النُّصح وتدرّبها، ولتكون بذلك أُختها الكُبرى. ويوماً ما إذا حالفها الحظ سيكون لديها عائلٌ.

الغايشا ليست خادمة، بل تعيش في بيت تُديره الأم، والّتي تختار إحدى فتيات الغايشا لترثها فيما بعد …

تُسلّي الغايشا زبائنها، والعديد منهم مقيّد بزواج مستقر، وبتركيزها على دراستها للموسيقى وفن الحديث، تمتلك أقصر الطرق لجذب الرّجال، بساقيها وليس بدونهما.

الغايشا ليست غانية وليست زوجة وليست عاهرة … الغايشا فنانة العالم العائم، تبيع مهاراتها لا جسدها، وتصنع عالماً سريّاً آخر من الجمال فقط، ترقص وتغنّي وتسلّيك كما تشاء، وأي شيء آخر هو مجرّد ظلال … مجرّد سر …

كلمة غايشا تعني فنانة، ولكي تكون غايشا يجب أن تكون قطعة فنية مؤثرة. ويعيش في عالمها الجمال والمعاناة جنباً إلى جنب.

ولا تعتبر نفسها غايشا حقيقية حتى تتمكن من إيقاف رجل أثناء سيره بنظرة واحدة.

وبعدها ولضمان مستقبلها تدخل في دوامة من المزايدات على ما لديها؟ على بكّارتها … فالرّجال يحبّون العذراوات … وتبيعها لمن يقدم العرض الأغلى، لتحرّر نفسها من الدّين الّذي عليها إذا حصلت على عرض ممتاز، فهي لا تدرس في المدرسة مجاناً ولا تعيش في منزل الغايشا بالمجان، حتى أن أُجرة انتقالها من بيت أهلها (الّذين باعوها وهي صغيرة لفقرهم) تكون ديناً في عُنقها.

حيثُ ترتاد المطاعم والأماكن العامة ليعرفها الجميع، وتؤدي رقصات على المسارح العامة، وكُل هذا سعياً لكي تكون الغايشا الأكثر شُهرةً وبالتالي الأغلى سعراً.

“لا يجب أن نتوقع السعادة … لسنا نستحقها، إذا سارت الحياة على نحوٍ جيد … فهذه صدفة … لا يُمكن لذلك أن يدوم إلى الأبد”

ويأتي اليوم الّذي تتلقّى فيه الأخت الكبرى العُروض، وفي مراسم معيّنة تُفحص الغايشا للتأكد من أنّها (ذات فائدة).

وبعد أن يحظى أحدهم بها، تُصبح غايشا مكتملة وتعود إلى الدار، ومن هنا تبدأ رحلة البحث عن عائل … لا غايشا أبداً قد تتمنّى أكثر من ذلك …

التضحية الواجبة على كل غايشا … أن تُخفي حبها وتُضحي به … إنها لا تُصبح غايشا لتُقرّر أقدارها … بل لأنها لا تملك الخيار …

لا يُمكنك أن تطلب من الشمس أن تكون أكثر إشراقاً … أو من المطر أن يكون أقل هطولاً …

بالنسبة للرجل … الغايشا يُمكنها أن تكون نصف زوجة فقط … زوجة المساء …

كُل هذه الدوامة … والغايشا مقبولة من المجتمع الياباني … أي أن الغايشا هي نظام اجتماعي مقبول … ومُبارك …

ألا إن لم يكن هُناك فقر … أما كان هذا أفضل؟

عن فلم Memories of GEISHA

ليست مذكرات إمبراطورة أو ملكة … بل هي مذكرات لنوع آخر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *